ورد تصنيف النفس أو التعريف عنها في حضارات بشرية كثيرة ، خاصة تلك التي درست الإنسان قديما وكانت على درجة كافية من الوعي لكي تتعرف على مستويات المنظومة البشرية ، أشهرها على سبيل المثال الحضارة اليونانية والتي أسهمت اسهامات كانت في عصرها ثورة هائلة وها هي في عصرنا الأساس الذي بنيت عليه العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية جميعها ، فلا علم قام في عصرنا الحديث دون ترجمة ونسخ ودراسة وتحليل علوم اليونان ، ومن حينها تم تصنيف النفس دائما على أنها كيان أساسي في المنظومة الإنسانية . اتفق حينها الفلاسفة كلهم على أن الإنسان مكون من ثلاث أقسام وهي الروح والنفس والجسد ، ولكنهم اختلفوا في مصير كل منها بعد الموت . فمثلا يقول الفيلسوف ديمقريطس بأن الإنسان هبارة عن ذرات تبدء بالتفرق حال موته وتنطلق من جديد بالطبيعة لتنضم إلى ذرات أخرى وتكون كيانات أخرى ولا تلتزم في بعضها البعض ، أما نفسه فهي ما يميزه وهي التي تبقى ولا تندمج مع أي كيان مادي آخر ، بينما يرى أفلاطون النفس على أنها ثلاثة أقسام مثلها في مثاله الشهير العربة والحصانين، بحيث أورد أن النفس هي الجزء المتحكم بالإرادة الإنسانية للفرد وذلك لا محالة نتيجة انتصار أحد أقسامها على الآخر وقال أنها خالدة تعود بعد الموت لعالم المُثل ، بينما قال أرسطو أنها ليست خالدة وتفنى بفناء الإنسان وهي كيان يشتاق لجسد وفسّر بذلك ارتباطها بالجسد وموتها بعد فناءه . بينما في عصور تالية تميزت بظهور الأديان ، فقد تم تعريف النفس تعريفات مشابهة قليلا لتعريف أفلاطون وسادت النظرة الدينية التي قدمت إجابة لتساؤل ما هي النفس ، فقالت بأن النفس هي مكونة من ثلاثة أقسام ، أحدها ينادي بالخير والآخر ينادي بالخطيئة والثالث يفوقهما وهو تجلي النفس إذا ما ربح النزاع الجزء الخيّر ، وهذا التعريف للنفس موجود في اليهودية والمسيحية والإسلامية على حد سواء ولكن يختلف من حيث التفصيل . وفي جميع هذه الديانات السماوية يتوجب على الإنسان مجاهدة حاجات جسده لكي يرقى بنفسه .
أمّا علم النفس فهو مستمد من النظرة الفلسفية للنفس ومن أول من كتب عن أمر النفس بالتفصيل عالم النفس الشهير سيجموند فرويد ، وهو قام بدراسات شملت فئات كثيرة من البشر ضمن تحليل نفسي فقال بأن النفس مكونة من : الأنا ، وال هو ، وال أنا الأعلى ، وتفسيره لا يختلف كثيرا عن كل من الفلسفة والدين .
المقالات المتعلقة بما هي النفس